الوطن - تركي الدخيل:
صديقي فوزي اليحيى أراد أن يستفزني، استفزازاً إيجابياً، فبعث إليّ برسالة نصية، يقول فيها إن جوّال الإسلام اليوم، الموقع التابع للمؤسسة التي تحمل نفس الاسم، ويشرف عليها الشيخ الدكتور سلمان العودة، وفي نصها: في تعاون قد يثير الكثير من الجدل، محمد عبده، يطرح في الأسواق قريباً، عملاً فنياً، بعنوان: "لا إله إلا الله"، من كلمات الشيخ الدكتور عايض القرني.
عندما وصلتني الرسالة تأملتها، وقد تعجبت بداية، فبعث بنسخة منها إلى الشيخ، ونسخة أخرى إلى الفنان، فقال لي الشيخ إن قصيدته "لا إله إلا الله"، موجودة في الإنترنت بصوت مشاري العفاسي. وأن محمد عبده سوف ينشدها بدون موسيقى.
بعد قليل مرر الشيخ لي رسالة يبدو أنها عامة، قال فيها: محمد عبده، سوف ينشد قصيدتي، لا إله إلا الله، بصوته، نشيداً بلا موسيقى، ولا آلة عزف، وأحب هو أن يتوّج أعماله بها. وقال: لعل الله يسقيه بإنشادها من حوض نبيه (ص)، وهو رجل مسلم، يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويستمع له الملايين (لا يزاد حرف على رسالتي).
انتهت رسالة الشيخ عائض بنصها، كما أمر، وإن كنت أؤكد أن معرفته بالأجواء المحيطة، جعلته يشدد على عدم الزيادة، خشية أن يوضع الكلام على لسانه، ومع ذلك لن يسلم من قدح وإرجاف، أعانه الله عليه.
قال أبو عبدالله غفر الله له: وتعاون القرني مع عبده، هو مؤشر على هدوء في سجال التيارات الذي يصل إلى حد المطاحنة، يؤكد على ما يرغبه تيار الأغلبية الصامت، الذي يؤمن بالدين، ولا يحيد عنه، ويحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، دون أن يحول يومه إلى محكمة ينصبها لمن يمر أمامه، أيوافقه على أفكاره أم يختلف معه فيها؟
ولن يرضي هذا التعاون الكثير من الناس، الذين سيكيلون للشيخ عايض التهم تلو التهم، ومن فضل الله علينا، أن رحمته أوسع من عقول هؤلاء، ومن أفكارهم، وإلا لضاقت علينا الأرض بما رحبت.
إننا بحاجة حقيقية إلى تعزيز السلم الاجتماعي، بالتقارب، وإحسان الظن ببعضنا البعض، وعدم تغليب سوء الظن، ووصم غيرنا بالأفكار السلبية المسبقة.
أرجو أن يرى هذا التعاون النور، وألا يعيقه تشدد في اليمين، أو انسلاخ في اليسار.
منقووول