عدد المساهمات : 2370 نقاط : 7492 السٌّمعَة : 1591 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 المزاج : رايق
موضوع: نهائي عربي يفشّل السبت مايو 23, 2009 8:30 pm
نهائي عربي يفشّل
عايض الحربي لم أكن أتصور أن درجتي الكراهية والحقد في مباراة كرة قدم تصلان إلى تلك الدرجة التي شاهدناها في نهائي بطولة دوري أبطال العرب الذي جمع بين فريقي الترجي التونسي والوداد المغربي والذي على ضوء نتيجتيه في مباراتي الذهاب (1-صفر) للترجي والإياب (1-1) ذهبت الكأس إلى الفريق التونسي. مصدر استغرابي يعود إلى "حفلة" الضرب ومهرجان الملاكمة اللذين حفلت بهما المباراة، على رغم أن معلق اللقاء كان يتحدث عن أواصر المحبة التي تجمع بين العرب، ووشائج القربى والدين بين أبناء البلدان العربية، لكن الشعارات البالية التي رددها المعلق عصام الشوالي في تلك الليلة الحزينة جاءت معاكسة على ما كان يدور في ارض الملعب. من شاهد النهائي العربي تمنى لو أنه لم ينتم لأي من الفريقين اللذين ضربا بالروح الرياضية عرض الحائط، وقدما أنموذجاً سيئاً للبطولات العربية، بواسطة لاعبين أبعد من يكونون عن المثالية التي تتطلبها كرة القدم. اللافت أن فرق دول شمال أفريقيا لا تعترف بغيرها وهذا ما حدث في لقاء الترجي والوداد، ويزداد الأمر سوءاً عندما تلعب هذه الفرق أمام فرق من المشرق العربي. الآن يحق لنا أن لا نلوم فريق الأهلي المصري والفرق السعودية الكبيرة التي لا تفضل المشاركة في مثل هذه بطولات بل وتتهرب منها خوفاً من مصير غامض عندما تلاقي اياً من فرق شمال أفريقيا، ولا نلوم ايضاً بعض العرب وهم يعلنون عدم اعترافهم بالمنافسات العربية مطالبين بتنحية المجاملات العربية المصطنعة بعيداً والتفكير في الأضرار العائدة أصلاً من المشاركة في بطولات تنتهي بتلك النهاية التي ظهر بها النهائي العربي الأخير. وما يدعو للاستغراب والحزن أن لاعبي فرق شمال أفريقيا لا يمكن أن يتجرأوا ويخرقوا القانون في المباريات القارية التي يشرف عليها الاتحاد الأفريقي أو تلك التي يشرف عليها الاتحاد الدولي، إن خروج لاعبي فرق شمال افريقيا عن الروح الرياضية في البطولات العربية، جاء بسبب ضعف القرارات التي يتخذها الاتحاد العربي، وعدم اعتراف هذه الفرق بمرجعيته والتي شابها الكثير من علامات الاستفهام، وحتى لو اتخذ بعض العقوبات التأديبية إلا أنه سرعان ما يحضر السيد "عفو" ويطير باقي المدة. ليس عيباً أن يضع الاتحاد العربي لكرة القدم حداً للبطولات العربية المكلفة مادياً وقبل ذلك عصبياً ومعنوياً، وأن يقصرها على بطولات للفئات السنية مع خوفنا من أن تبدأ زراعة بذور الحقد في اللاعب العربي منذ الصغر. الدعوة لإلغاء البطولات العربية على صعيد الأندية تأتي لتبقى بعض أواصر المحبة بين العرب وأن لا تكون كرة القدم هي من يقطع تلك الوشائج بتصرفات رعناء من قبل لاعبين لا يعترفون بأن كرة القدم هي في المحصلة الأخيرة فوز وخسارة.