الجدل حول بناء المقابر النووية في اسبانيا

الجدل حول بناء المقابر النووية في اسبانيا

مدريد 22 صفر 1431 هـ المــوافق 06 فبراير 2010 م واس
تعتبر الطاقة النووية مصدرا مهما وأساسيا لابد منه في العالم الحديث حيث بدأ استخدامها فعليا في الأغراض السلمية مع إطلالة الخمسينات الميلادية.
ومنذ ذلك الحين تسابقت الدول الصناعية الكبرى في محاولة امتلاك تلك الطاقة والاستفادة منها في أغراض سلمية ولكن استخدامها ساهم في جود مخلفات إشعاعية خطيرة كان التخلص منها يتم عبر بناء مقابر نووية لدفن المخلفات الإشعاعية أو عن طريق دفنها في البحار والمحيطات وجعلها بعيدة عن الأرض والبيئة.
وتشير كلمة "المقابر والمدافن النووية" على تلك الأماكن المخصصة التي يتم فيها دفن بقايا الإشعاعات النووية حيث لايزال التخلص منها مصدر قلق كبير لدى الدول المنتجة لتلك الطاقة.
وتقوم الدول المنتجة للطاقة النووية عادة بإنشاء وحدات تخزين عالية المستوى لحفظ بقايا ترسبات المواد المشعة والنووية لمدة طويلة كحل دائم في ظل محدودية المكان وتجريم القانون الدولي في دفن البقايا النووية في البحار أو على الأرض لما تسببه من أضرار بالغة على التربة والبيئة والإنسان وجميع الكائنات.
وفي أسبانيا, بدأت أبعاد قضية بناء مقبرة للنفايات النووية بعد إعلان بلدية / يبرا/ إحدى قرى منطقة وادي الحجارة ترشيح المقاطعة لأن تكون حاضنة لمقبرة نووية تبعتها في ذلك / اسكو/ قرب مدينة / تاراجونا/ بترشيح قريتهم لأن تكون حاضنة هي كذلك لمقبرة نووية.
وتكمن فكرة إنشاء مقابر للنفايات النووية في الحفظ الدائم والمعروف لبقايا تلك الترسبات الناتجة من استخدام الطاقة النووية دون أن ينتج عنها مضاعفات أو إعادة تفاعلات, ولأجل سلامة واستمرارية المقابر كانت هناك فكرة إنشاء أكثر من مقبرة موزعة في المنطقة لحفظ 7 الاف طن من المواد المترسبة من الطاقة النووية.
وقد بينت وزارة الصناعة الإسبانية أن تكلفة إنشاء مقبرة نووية ومخازن لحفظ البقايا والترسبات ب 700 مليون يورو حيث حددت الحكومة نهاية الشهر الجاري موعدا نهائيا في اختيار المدينة المرشحة والحاضنة لوجود النفايات.
وبلغ عدد المدن والقرى التي تم ترشيحها 13 مدينة وقرية تقع الغالبية منها في منطقة / قشتالة وليون/ .
وأنقسم الشارع الإسباني بين مؤيد ومعارض لوجود مثل تلك المدافن النووية فقد عللت بلديات تلك المناطق والتي رشحت قراها ومدنها لاحتضان المقابر بكونها آمنه وبعيدة كل البعد عن المخاوف حيث ستركز على الفصل الدائم بينها وبين البيئة وصحة الإنسان كما أنها هي الطريقة المثلى التي تنتهجها الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وهولندا والمجر وغيرها , فوجود الخوف من أضرارها البيئية لاوجود له وهي آمنة من حيث تركيبها وصناعتها فلن تتضرر مع الزلازل أو الإصطدامات.
وأبدت الحكومة الأسبانية الدعم المادي الغير محدود للقرى والمدن الحاضنة حيث ستحضى المدن أو البلديات الحاضنة لمقابر على 400ر2 مليون يورو سنويا وسيتم إيجاد فرص عمل كبيرة وخاصة في بداية مراحل البناء التي ستحتاج إلى 300 عامل يوميا لمدة خمس سنوات في المرحلة الأولى مما يجعلها فرصة سانحة للعاطلين خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة في اسبانيا.
من جهة أخرى, يرى معارضو تلك المقابر أثارها الخطيرة وتوابعها المشينة بحق الإنسان والبيئة مهما بلغت الغاية والحذر ضاربة باليابان نموذجا على تأثر بيئتها بالإشعاع النووي على الرغم من كونها أكثر البلدان آمنا من ناحية الإشعاعات النووية.
وركز المعارضون على كون تلك المقابر مسببة للقلق النفسي لسكان المنطقة وربما لن يظهر الفرق الكبير في الجيل الحالي ولكن الأجيال القادمة هي التي سترى الفرق.

شكرا لك

بارك الله فيك