2500 فرصة عمل بالتوظيف المباشر

2500 فرصة عمل بالتوظيف المباشر

هادي الفقيه ــ جدة
أتذكر جيدا ابتسامة الشاب معن حسين (21 عاما) عند خروجه حاملا صورة من عقد توظيفه، امتلأت صالة استقبال راغبي التوظيف في مكتب العمل في جدة بفرحته التي لم يكن يتوقع أن يعود بها إلى أسرته في المنزل. خرج معن ليقفز إلى الأعلى وكأنه سجل هدفا في الدقيقة الأخيرة ليحصد كأس الوظيفة، فلم يكن بحاجة إلى واسطة، أو يحمل ملفه إلى صاحب عمل يشبه ملفه الأخضر ببطيخة لا يعرف ما يخبئ بطنها. وما حصده معن كان ثمرة برنامج التوظيف المباشر الذي ابتكره مكتب العمل في جدة، الذي يجمع بين طالب العمل والمؤسسات الباحثة عن موظفين، تحت سقف المكتب ليوفق بينهم.
«عكاظ» وقفت على التجربة ميدانيا وخرجت بالجولة التالية:
قبل الموعد بنصف ساعة تجولت في مكتب العمل دون مصور كي أعرف ماذا يدور داخل هذا الصندوق الساكن حي الكندرة العتيق، الذي تدلف إليه وجوه شبان محملة بأمل الخروج من قائمة العاطلين عن العمل إلى حياة المنتجين، جلست معهم واستمعت إلى أحاديثهم، وعلى الرغم من أن أحاديث الإحباط كانت حاضرة إلا أن لهجة التفاؤل بالتوظيف المباشر الذي أتوا من أجله كانت سائدة.
صافحتني في بداية الجولة شاشة مررت رسائل كان أولها «زكريا عليه السلام احترف التجارة وكان نجارا»، وسط متابعة عبد الله المطيري محتضنا ملفا يحمل شهادته وبعض مستندات، يعلق عبد الله على الشاشات: «تشبه الموجوده في جوالي، لفتت نظري ولأول مرة أعرف مهن الأنبياء».
تواصل الشاشة المشابهة لمثيلاتها في المنزل والسيارة والهواتف التي في جيوبنا وفي الشوارع تمرير رسائلها «إدريس عليه السلام كان خياطا»، والشبان الجالسون ينتظرون دورهم للدخول إلى أربع غرف زجاجية حملت لوحة «التوظيف المباشر».
الحوار والابتكار
حملت مشاهداتي وما رصدت إلى مدير مكتب العمل في جدة قصي الفلالي، الذي يتابع التجربة عن قرب، متحدثا عن محفزات خروجها إلى النور : «رغبتنا في أن يكون هناك حوار لسد الفجوة بين طالب العمل وصاحب العمل أوصلتنا إلى فكرة التوظيف المباشر، فبعد هذه التجربة لم يعد هناك تردد بين الطرفين والمسافة قربت وأصبح عملية التوظيف أكثر عملية».
ويروي الفلالي تفاصيل الفكرة التي عممتها وزارة العمل على مكاتبها في مناطق المملكة بعد أن ولدت في جدة : «في السابق كنا نرسل طالب العمل إلى الشركة بخطاب توظيف، وتصادفه جملة من العراقيل، أبسطها المواصلات وأعقدها عدم قدرته مقابلة صاحب العمل ومتخذ القرار في المنشأة، وقد لا يكون بالفعل مناسبا لهذا العمل».
يتحدث مدير مكتب العمل في جدة عن التجربة السابقة بصراحة : «قد لا يكون المسؤول في المنشأة التي نرسل طلب العمل إليها متفرغا لاستقبال طالب العمل فيتردد بين الشركات وإدارة التوظيف وهذا يشكل صعوبة».
ويدلف الرجل الأول في مكتب عمل جدة إلى فكرتهم التي قطفوا ثمارها الأولى : «وفرنا غرفة في داخل الإدارة يأتي إليها إما مدير المؤسسة أو نائبه، وغالبا مدير الموارد البشرية، وجميعهم صناع قرار في منشآتهم ويقابلون راغبي العمل ويتعرفون عليهم ويختارون منهم ما يحتاجونه، ويبرمون معهم عقودا أو اتفاقات أولية، وبذلك يعرف صاحب العمل من سيعمل معه مستقبلا عن قرب ويقف على مؤهلاته وقدراته، ونظرا للإقبال المتزايد من الشركات توسعنا وأصبحت أربع غرف محجوزة لمدة أسبوعين».
التجربة والتثقيف
يصر قصي الفلالي على منح زميله الشاب محمد جلال مدير إدارة التوظيف الحق في رواية باقي التجربة لأنه كما يصفه «يعيش تفاصيلها ويلتقي الشباب».
يمشي محمد جلال مسرعا إلى الصالة ليحتفي بوجوه الشبان الذي يجرون مقابلات شخصية أملا في الخروج من نسبة البطالة في البلاد، حاكيا قصة المكان : «هذه الصالة كانت فقط تستقبل راغبي العمل أو تسلمهم خطابات أما الآن (يشير إلى الغرف الزجاجية) فنحن نستقبل راغبي العمل ونقدمهم مباشرة إلى الشركات في نفس الصالة لنوفق بينهم، وعندما تأتينا طلبات من شركات نستدعي راغبي العمل».
سخر مكتب العمل في جدة التقنية لجذب الشباب بكل الطرق كما يقول محمد : «نتصل هاتفيا ونرسل رسائل نصية sms إلى جوالاتهم ونبين أن هناك عددا من الشركات تطلب وظائف في مجالات متعددة. عندما يأتي طالب العمل يعرف ما الذي أمامه، كما أن لصاحب العمل حرية الاختيار والتعرف على قدرات الشبان الجالسين أمامه».
يواصل مدير إدارة التوظيف حديثه ممسكا بيد أحد الشبان الذي قصده لسؤاله : «قد تكون هناك عشر وظائف ونقدم 20 طالب عمل، وهدفنا أن لا يكون لطالب العمل عذر في عدم توظيف نصف العدد، فمن الصعب أن لا يجد بين 20 كفاءات يمكن الاستفادة منها».
يتوقف جلال الذي يشبه الشبان الجالسين ويفهم لغتهم للرد على أسئلة المتحلقين حوله ويعود ليكمل حديثه : «حاولنا أن نستفيد من كل زاوية في الصالة فهدفنا أن نوظف ونحاول أن نثقف؛ وضعنا شاشات وصورا لشبان نجحوا في تجاربهم المهنية كي يستفيد منها مرتادو صالة التوظيف».
(لمزيد من التفاصيل اضغط هنــا)

بارك الله فيك

يعطيك العافية